بالأمر الملكي الكريم نقل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأمانة من ذمة إلى ذمة أعضاء اللجنة التي شكلها ــ حفظه الله ــ لتقصي الحقائق ومعرفة المتسببين في الفاجعة التي حدثت في جدة، وتعويض المتضررين، وصرف مليون ريال لكل أسرة فقدت شهيدا منها، سواء كانت سعودية أو غير سعودية.
لم أضف جديدا بما قلته في السطور السابقة. ولكني أستطيع أن أقول: إن خادم الحرمين الشريفين أسس لمرحلة جديدة تطبق عمليا بعد أن كانت تراوح نظريا، وربما إعلاميا على استحياء أو تردد، فالآن أصبح للإنسان قيمة معنوية، وأخرى مادية. ففي مضامين الأمر الكريم، وقواعده، نقلت الأمانة بالإضافة إلى اللجنة إلى الإنسان نفسه، وأصبحت مسؤوليته حاضرا ومستقبلا، وخلق سابقة إدارية ونظامية بحقوق الإنسان المتضرر من أي قرار أو سوء تصرف من إدارة حكومية، أو مؤسسة عامة أو خاصة يحق له ملاحقتها لطلب تعويض ومجازاة المتسبب في الضرر..؟!
إن للإنسان قيمة معنوية ومادية، عليه وحده المحافظة على هذا المكتسب ونقطة التحول، أو إجهاضهما، أي أن هذا الإنسان كمواطن كان أو مقيما ينبغي أن ينفض عنه كل المخاوف والرهبة التي كان يواجه بها المؤسسات الحكومية والخاصة، وأن يؤسس لمرحلة لا يجبر فيها لسبب من الأسباب على التنازل عن حقوقه. وإنما يصر ويبحث عن العدالة التي تعيد إليه اعتباره وتعوضه عن الأضرار التي تعرض لها هو وغيره.
ولكن بالمقابل أيضا وفي نفس الدرجة من الأهمية ينبغي أن تكون كارثة جدة درسا ليس لسكان المدينة فقط وإنما لكل مدينة وقرية في المملكة، ليرتقي الإنسان بسلوكه وانضباطه واحترامه للأنظمة ليكون قويا بذلك، ولا تستطيع ــ من ثم ــ أي قوة أن تستغله أو تفرض عليه ما لا يريد، أو تطلبه بما يستطيع أو لا يتسطيع مقابل حقوقه..؟!
إنني ضد مخالفة الأنظمة حتى ولو كانت جائرة، وضد الرشاوي حتى ولو ضاعت حقوقي، ولا أجد مبررا مهما كانت بلاغته للمخالفة أو للدفع..
وعلى الإنسان الذي أيقظه الملك المفدى بأمره الكريم من سباته أن يكون شامخا نظيفا ومنضبطا كما أراده عبد الله بن عبد العزيز ليستطيع أن يحقق أهداف الأمر الكريم ليس لهذه المرة فحسب، ولكن ليكون نقطة تحول جذرية ليعرف كل امرئ قدره ومكانه بين الإحسان والإساءة.
شكرا أبا متعب.
* مستشار إعلامي
ص. ب 13237 جدة 21493 فاكس: 6653126
hamid_abbas@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسافة ثم الرسالة
لم أضف جديدا بما قلته في السطور السابقة. ولكني أستطيع أن أقول: إن خادم الحرمين الشريفين أسس لمرحلة جديدة تطبق عمليا بعد أن كانت تراوح نظريا، وربما إعلاميا على استحياء أو تردد، فالآن أصبح للإنسان قيمة معنوية، وأخرى مادية. ففي مضامين الأمر الكريم، وقواعده، نقلت الأمانة بالإضافة إلى اللجنة إلى الإنسان نفسه، وأصبحت مسؤوليته حاضرا ومستقبلا، وخلق سابقة إدارية ونظامية بحقوق الإنسان المتضرر من أي قرار أو سوء تصرف من إدارة حكومية، أو مؤسسة عامة أو خاصة يحق له ملاحقتها لطلب تعويض ومجازاة المتسبب في الضرر..؟!
إن للإنسان قيمة معنوية ومادية، عليه وحده المحافظة على هذا المكتسب ونقطة التحول، أو إجهاضهما، أي أن هذا الإنسان كمواطن كان أو مقيما ينبغي أن ينفض عنه كل المخاوف والرهبة التي كان يواجه بها المؤسسات الحكومية والخاصة، وأن يؤسس لمرحلة لا يجبر فيها لسبب من الأسباب على التنازل عن حقوقه. وإنما يصر ويبحث عن العدالة التي تعيد إليه اعتباره وتعوضه عن الأضرار التي تعرض لها هو وغيره.
ولكن بالمقابل أيضا وفي نفس الدرجة من الأهمية ينبغي أن تكون كارثة جدة درسا ليس لسكان المدينة فقط وإنما لكل مدينة وقرية في المملكة، ليرتقي الإنسان بسلوكه وانضباطه واحترامه للأنظمة ليكون قويا بذلك، ولا تستطيع ــ من ثم ــ أي قوة أن تستغله أو تفرض عليه ما لا يريد، أو تطلبه بما يستطيع أو لا يتسطيع مقابل حقوقه..؟!
إنني ضد مخالفة الأنظمة حتى ولو كانت جائرة، وضد الرشاوي حتى ولو ضاعت حقوقي، ولا أجد مبررا مهما كانت بلاغته للمخالفة أو للدفع..
وعلى الإنسان الذي أيقظه الملك المفدى بأمره الكريم من سباته أن يكون شامخا نظيفا ومنضبطا كما أراده عبد الله بن عبد العزيز ليستطيع أن يحقق أهداف الأمر الكريم ليس لهذه المرة فحسب، ولكن ليكون نقطة تحول جذرية ليعرف كل امرئ قدره ومكانه بين الإحسان والإساءة.
شكرا أبا متعب.
* مستشار إعلامي
ص. ب 13237 جدة 21493 فاكس: 6653126
hamid_abbas@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسافة ثم الرسالة